العربية

الولايات المتحدة تهاجم "وكلاء" إيران في سوريا، في حين كثفت إسرائيل هجومها على غزة

[Photo: Air Force Tech. Sgt. Daniel Asselta ]

قبل ساعات من قيام إسرائيل بقطع الاتصالات عن غزة وتكثيف هجومها الضخم على الفلسطينيين، أسقطت الولايات المتحدة عشرات القنابل على ما أسمته القوات 'الوكيلة' لإيران في سوريا كجزء من مواجهتها المتصاعدة مع طهران.

يوضح التصعيد العسكري المنسق أن الصراع العسكري ينتشر بسرعة إلى حرب في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان في وقت متأخر من ليلة الخميس: 'اليوم، بتوجيه من الرئيس بايدن، شنت القوات العسكرية الأمريكية ضربات دفاع عن النفس على منشأتين في شرق سوريا يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له'.

وتابع: 'إيران تريد إخفاء يدها وإنكار دورها في هذه الهجمات ضد قواتنا. لن نسمح لهم. إذا استمرت هجمات وكلاء إيران ضد القوات الأمريكية، فلن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا'.

أسقطت مقاتلتان أمريكيتان من طراز F-16 وطائرات بدون طيار من طراز Reaper أكثر من 30 قنبلة على ما قال مسؤولون أمريكيون إنها منشأة لتخزين الأسلحة ومنشأة لتخزين الذخيرة بالقرب من البوكمال في سوريا.

وادعى أوستن بشكل سخيف أن الضربات ضد القوات الموالية لإيران 'منفصلة ومتميزة عن الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس'. هذه كذبة فاضحة. فمن الواضح أن الولايات المتحدة تنظر إلى الهجوم الإسرائيلي على غزة باعتباره عنصراً واحداً من عناصر عملية عسكرية ضخمة تجري الآن في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

وقد أوضح المسؤولون الأمريكيون أنهم سيدعمون تصرفات إسرائيل بغض النظر عن الفظائع التي ترتكبها. وقال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض: 'نحن لا نرسم خطوطاً حمراء لإسرائيل'.

وقال ميك مولروي، مسؤول الدفاع السابق، لصحيفة نيويورك تايمز: 'لقد أرسلت الولايات المتحدة رسالة الليلة'. وأضاف: 'سنرد بشكل مباشر على إيران، وتحديداً على الحرس الثوري الإيراني، إذا واصلوا مهاجمة مواقعنا العسكرية وعناصرنا في العراق وسوريا'.

وأرسل البيت الأبيض يوم الخميس إلى الكونجرس إشعاراً بصلاحيات الحرب فيما يتعلق بالضربات. وكتب بايدن: 'في ليلة 26 أكتوبر 2023، نفذت القوات الأمريكية ضربات مستهدفة ضد منشآت في شرق سوريا'. وأضاف أن 'الضربات الدقيقة استهدفت منشآت يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والمجموعات التابعة له للقيادة والسيطرة وتخزين الذخائر وأغراض أخرى'.

وتابع بايدن: 'الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ المزيد من الإجراءات، حسب الضرورة والمناسبة، للتصدي لمزيد من التهديدات أو الهجمات'.

وجاءت ضربات ليلة الخميس في أعقاب تهديد بايدن لإيران يوم الأربعاء 'بأنها إذا واصلت التحرك ضد تلك القوات، فسوف نرد'.

رداً على تفجير ليلة الخميس، طالبت قطاعات من المؤسسة السياسية الأمريكية بتصعيد أكثر عدوانية. وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال في مقال افتتاحي: 'على الأقل رد الرئيس بايدن أخيراً بعد أكثر من عشرة استفزازات، لكن الإدارة ما زالت لا تتعامل مع السبب الجذري للعنف في المنطقةوهو إيران'.

وتابعت الصحيفة أن 'قصف صغير النطاق لمخازن الأسلحة والذخائر لا يتناسب مع هجمات العدو'. 'لقد أطلق وكلاء إيران صواريخ أو طائرات بدون طيار على المواقع الأمريكية 19 مرة على الأقل منذ 17 أكتوبر'.

وكتبت الصحيفة: 'لكن المثال الأفضل لاستعادة الردع هو رد وزير الدفاع السابق جيم ماتيس في سوريا في عام 2018 عندما هاجمت مجموعة فاغنر الروسية ومقاتلو بشار الأسد موقعاً عسكرياً أمريكياً. وكما قال الجنرال ماتيس للكونغرس، فقد أصدر توجيهاته بإبادة القوة المهاجمة'. وقد حدث ذلك بالفعل.

وتقوم الولايات المتحدة بإرسال السفن والقوات والطائرات إلى الشرق الأوسط. أرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات الأكثر تطوراً لديها، يو إس إس جيرالد آر فورد، إلى البحر الأبيض المتوسط، مع مجموعتها المكونة من 75 طائرة وما يصل إلى خمس سفن حربية مساندة. إن حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور ومجموعتها القتالية في طريقها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وسط تقارير عن أنها ستشق طريقها في النهاية إلى الخليج العربي.

لدى الإمبريالية الأمريكية 30 ألف جندي متمركزين في الشرق الأوسط، يكملهم 2000 جندي من مشاة البحرية على متن السفن المبحرة نحو الشرق الأوسط. وبالإضافة إلى ذلك، قال البنتاغون يوم الخميس إن 900 جندي إما انتشروا أو يستعدون للمغادرة إلى الشرق الأوسط.

وأرسلت الولايات المتحدة أيضاً عشرات الطائرات وأرسلت ما يقرب من 100 مهمة لطائرات النقل الثقيل إلى المنطقة.

وفي تعليقها على الوضع، كتبت مجلة الإيكونوميست: 'من السهل إلى حد ما... تصور سيناريوهات يذهب فيها العمل الهجومي الأمريكي إلى أبعد من ذلك للرد على الهجمات على الحلفاء بدلاً من الهجمات على الأمريكيين'.

وعلق قائلاً: 'إنه مقياس لقلق جو بايدن بشأن مدى السرعة التي قد تخرج بها الأمور عن نطاق السيطرة، حيث طالب البيت الأبيض بخطة' طوارئ 'لإجلاء ما يصل إلى 600 ألف مواطن أمريكي يعيشون في إسرائيل ولبنان. … اتضح أنه قد يكون هناك فصل آخر في الحروب الأبدية'.

وقد صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، لصالح 'هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة تؤدي إلى وقف الأعمال القتالية' في غزة. وتم التصويت على الاقتراح بأغلبية 120 صوتاً مقابل 14 صوتاً، بعد تصويت إسرائيل والولايات المتحدة بـ 'لا'. إن التعديل الذي قدمته كندا والذي كان من شأنه أن يدين بشكل مباشر توغل حماس في إسرائيل، لم يحصل على أغلبية الثلثين وفشل.

ويأتي التصعيد الأمريكي في جميع أنحاء الشرق الأوسط في الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل أعمال الإبادة الجماعية في غزة. ونشرت وزارة الصحة في غزة، الخميس، أسماء أكثر من 6747 شخصا استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي. وأشار التقرير إلى أنه في الفترة من 7 إلى 26 أكتوبر، قُتل 7028 فلسطينيا، ولم يتم التعرف بعد على 281 جثة أخرى.

ويأتي هذا النشر في أعقاب تصريح لبايدن قال فيه إنه 'ليس لديه ثقة' في عدد القتلى الذي نشرته السلطات الفلسطينية.

وبالمثل، أثبت مسؤولو الأمم المتحدة عدد القتلى الذي ذكرته السلطات الفلسطينية. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لرويترز في بيان: 'نواصل إدراج بياناتهم في تقاريرنا، ومن الواضح أن مصدرهاموثق'.

وقال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، إن الأرقام 'متسقة بشكل عام أو ضمن المنطق بالنسبة لحجم عمليات القتل التي يتوقعها المرء، بالنظر إلى شدة القصف في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان'.

وفي تصريحاته يوم الأربعاء التي ذكر فيها أن السلطات الفلسطينية تقوم بتضخيم عدد القتلى الأمريكيين، أكد بايدن أن مقتل المدنيين هو 'ثمن الحرب'.

Loading