العربية

إسرائيل تقصف ثلاثة مستشفيات بعد تصريح بايدن "بأن لا أفق" لوقف إطلاق النار

يوم الخميس، أثناء مغادرته لحضور فعالية انتخابية في إلينوي، كرر الرئيس الأمريكي جو بايدن مرة أخرى بشكل قاطع معارضته لوقف إطلاق النار في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة. وسُئل: ما هي احتمالات وقف إطلاق النار في غزة؟ أجاب بايدن: “لا شيء. لا يوجد أي احتمال.'

وأوضحت تعليقات بايدن أن الولايات المتحدة تحرض بنشاط على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة وتعمل على إشعال حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط. وجاءت هذه التصريحات بعد يومين فقط من تصريح المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي مرة أخرى بأن الولايات المتحدة ليس لدى الولايات المتحدة 'خطوط حمراء' بشأن عدد الضحايا المدنيين الذين ستقبلهم.

وأثارت تصريحات بايدن غضباً عالمياً، حيث شاهد أو شارك ملايين الأشخاص مقاطع من بيانه على جميع منصات التواصل الاجتماعي. وقد استقبله في شيكاغو آلاف الأشخاص الذين تظاهروا ضد الدعم الأمريكي للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة. وهتف الحشد 'الإبادة الجماعية جو بايدن، بايدن، لا يمكنك الاختباء، نحن نتهمك بالإبادة الجماعية'.

وبينما كان بايدن يتحدث في إلينوي، قاطعه أحد المتظاهرين وصرخ: 'لقد قُتل 10 آلاف فلسطيني. ونصفهم من الأطفال'.

و قبل أن يغادر بايدن إلى شيكاغو، سُئل عما إذا كانت 'الضربات الجوية الانتقامية' التي شنتها إسرائيل ناجحة، فأجاب: 'نعم'، مضيفاً: 'إنهم يضربون الأهداف التي حددوها.

وبعد ساعات قليلة من هذه التصريحات، أوضح الجيش الإسرائيلي الأهداف التي 'يسعى إليها' من خلال قصف ثلاثة مستشفيات. فقصفت إسرائيل مجمع مستشفى الشفاء، حيث احتمي عشرات الآلاف، بصاروخ أبيض تجريبي، وقد ظهرت آثاره المروعة في مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع. ولم يكن الصاروخ، الذي يعتقد أنه أمريكي من طراز Hellfire R9X، لا يحمل أي متفجرات بل شفرات متفرقة نشرها  في جميع أنحاء المنطقة، مما أدى إلى قطع وبتر الأطراف وترك برك من الدماء.

كما تعرض مستشفى الرنتيسي للأطفال في غزة للهجوم، حيث أخبر الدكتور مصطفى الكحلوت قناة الجزيرة عن 'حريق هائل' في المستشفى الذي يؤوي 1000 لاجئ. وقال مدير المستشفى إن المنطقة المحيطة بالمستشفى الإندونيسي تعرضت للقصف بـ 11 صاروخاً، مما أدى إلى إلحاق أضرار بمبانيه.

وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إن 'إسرائيل تقوم الآن بهذه الخطوات الخطيرة ضد المستشفيات لإخراجها عن العمل بشكل كامل، وبالتالي تهجير الأشخاص الذين يحتمون بها، وكذلك المرضى والمسعفون من غزة'. 

وهذا هو السياق الذي أعلن فيه المتحدث باسم الأمن القومي جون كيربي، وهو أيضاً أميرال متقاعد، ما أسماه 'وقفات إنسانية' للقصف الإسرائيلي المستمر على غزة. وقال كيربي، إن 'إسرائيل ستبدأ بتنفيذ هدنة لمدة أربع ساعات في مناطق شمال غزة كل يوم، مع الإعلان عنها قبل ثلاث ساعات' وإنشاء 'ممرات إنسانية تسمح للناس بالفرار من مناطق القتال في الجزء الشمالي من غزة'. 

لقد أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقادة العالم الآخرين أن خطته تهدف إلى تهجير سكان غزة إلى صحراء سيناء في مصر. وتتوافق خططه، التي نشرتها صحيفة فايننشال تايمز، مع ورقة نشرتها وزارة المخابرات الإسرائيلية تقترح طرد سكان غزة.

وفي ظل هذه الظروف فإن ما تشير إليه الولايات المتحدة ووسائل الإعلام برمتها بـ 'وقفات إنسانية' و'ممرات إنسانية' هو ببساطة الوسيلة التي تنفذ بها حكومة نتنياهو، بدعم من الولايات المتحدة، عملية التطهير العرقي في شمال غزة.

وتماشياً مع هذه الخطة، قالت إسرائيل إن 80 ألف شخص غادروا شمال غزة يوم الخميس، وهو أكبر عدد حتى الآن. ووفقاً للأمم المتحدة، يعيش أكثر من 557,000 شخص في مرافق الأمم المتحدة في جنوب غزة، ولا تستطيع المستشفيات استيعاب أي وافدين جدد إذ لا يتوفر إلا مرحاض واحد لكل 160 شخصاً.

وقتل ما لا يقل عن 10812 فلسطينياً في غزة في الهجمات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر، وفقا لوزارة الصحة، وأكثر من 4000 من القتلى هم من الأطفال. وفي بيان لها يوم الخميس، كتبت هيومن رايتس ووتش: 

تطوق القوات البرية الإسرائيلية مدينة غزة وتتوغل فيها بشكل أعمق، على مسافة كيلومترين من أكبر منشأة طبية في غزة، هي مستشفى الشفاء، حيث يكتظ طاقم العمل بأعداد المرضى المكتظة وسط شهر من حصار طويل وقصف عنيف.

وتابع البيان: 

مع استمرار الضربات والقتال في مكان قريب، نشعر بقلق بالغ بشأن سلامة آلاف المدنيين هناك، ومن بينهم العديد من الأطفال، الذين يبحثون عن الرعاية الطبية والمأوى، بما في ذلك الأشخاص الذين يحتاجون إلى أجهزة دعم الحياة، وأولئك الذين فقدوا أطرافهم ' من  الضربات الجوية وتعرضوا للحرق . ... تتمتع المستشفيات بحماية خاصة بموجب قوانين الحرب، ولا تفقدها إلا إذا تم استخدامها لارتكاب 'أعمال ضارة بالعدو' وبعد التحذير المناسب. يجب أن يكون إجلاء المرضى والموظفين في المستشفى هو الملاذ الأخير فقط.

وفي هذه الأثناء تواصل الولايات المتحدة توسيع نطاق الحرب الدائرة في الشرق الأوسط. فللمرة الثانية خلال أسبوعين تقريباً، نفذت الولايات المتحدة غارات جوية ضد ما زعمت أنها قوات الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في سوريا يوم الخميس حيث شنت طائرتان من طراز F-15E تابعتان للقوات الجوية الغارات على مستودع أسلحة في محافظة دير الزور بسوريا. وقال وزير الدفاع لويد أوستن: 'الولايات المتحدة مستعدة تماماً لاتخاذ المزيد من الإجراءات الضرورية لحماية شعبنا ومنشآتنا'.

وقد أرسلت الولايات المتحدة مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات وغواصة نووية من طراز أوهايو إلى الشرق الأوسط، فيما وصفته أخبار USNI (المعهد البحري الأمريكي) بأنه 'أكبر كتلة من السفن الأمريكية في المنطقة منذ عقود'.

Loading